## سيمفونية حزن.. **أمام ناظريّ تُرصّ الحجارة،** كومة فوق كومة، شاهدة على نهاية حُلمٍ وبدء أسطورة. هكذا انطلقت رحلة "حامي القوافل" في مسارٍ لم يكن بالحسبان. **لم أرغب بهذا،** همس الحالم بداخلي، ذلك الحالم الذي أطفأت شرارة الأمل في عينيه قسوة الواقع. لطالما تمنيت أن أكون ذلك البطل، أمتطي صهوة جوادي، سلاحي رفيقي، وشجاعتي درعي. لكنني وُلدت بساقٍ مُقيدة، **"لديّ حِمل ثقيل..",** كلماتٌ لطالما رافقتني، تحمل في طياتها حقيقة جسدي، وحقيقة روحٍ مُثقلة بأحلامٍ لم تُكتب لها الحياة. أصبحتُ حمالًا، أُعين الآخرين على حمل أعبائهم، بينما أثقالي تُثقل كاهلي. **ذلك اليوم..** ذلك اليوم المشؤوم، الذي غيّر مسار حياتي. رافقتُ قافلةً عبر الجبال، ظننتُ أنني أحميهم، غافلًا عن أنني أسير بهم نحو الهاوية. هاجمنا قطاع الطرق، وانهار حلمي تحت وطأة ضرباتهم، ليُسدل الستار على رحلتي **قبل أن تُغمض عينايّ..** رأيتُه، ذلك الشيخ الحكيم، ينقذ من تبقى من القافلة. توسلتُ إليه، بصوتٍ خافتٍ مُجهِد، ألا يُتركني للموت، أن يُكمل ما بدأته، وأن يُعلمني كيف أصبح "حامي القوافل" الحقيقي. **وافق..** أخذ بيدي، أشعل بداخلي شُعلة أملٍ جديدة. علمني فنون القتال، أسرار السيف، وهمس لي بحكمةٍ لن أنساها: "ليست الأقدام من تقرر من نكون، بل عزيمة القلوب." **تمرّ الأيام..** وأنا أتدرّب بجِدّ، أُتقن مهاراتي، أُصبح أقوى. لم يعد حُلمي مجرد أمنية، بل هدفا أسعى لتحقيقه. **حتى جاء ذلك اليوم..** **"أليسَ هو المحارب؟"** **"إنه لا يقهر!"** **"إنه حامي القوافل الحقيقي!"** **لم أعد ذلك الحالم الضّعيف،** بل أصبحتُ البطل الذي لطالما تمنيتُ أن أكونه. أُدافعُ عن الضعفاء، أُحمي القوافل، وأحمل لقب "حامي القوافل" بفخرٍ وعزّة.